2008-11-12

الزعتر البري والعلاج الشامل

بسم الله الرحمن الرحيم

الزعتر البري
عشب معمر له رائحة عطرة مميزة طوله 10 إلى 30 سم الأزهار وردية بنفسجية اللون – ينتشر في كل مناطق سورية – أفضله الجبلي و كلما كانت المنطقة رطبة قلت حدته لذا فباديتنا تحتضن زعترا مميزا وذا قيمة طبية عالية جدا و لو أنك اقتربت من وادي يسمى عندنا وادي الصلبة في الربيع لهبت عليك روائح الأزهار من بعيد تغلب عليها رائحة الزعتر و بالمناسبة يقطن هذا الوادي بدو الصلبة و هم من أقدر الناس على العلاج بالأعشاب و قد إلتقيت بأناس تعالجوا عندهم و من

أمراض مختلفة و كان علاجهم للمرض لا يتجاوز ايام قلائل كما حدثني
احدهم بأنه شفي من صليل العظام المعند الذي دام معه 5 سنوات حيث تنفخ من الأدوية و الكورتيزون و هو لا ينام في الليل على الاطلاق من شدة الألم فكان البدوي البسيط يصف له العرن ليتم شفائه في 5 أيام بإذن الله وغيره كثير من سرطان في الوجه عالجه احدهم بالحرمل و هكذا جمعت قصص كثيرة و قد تحققت من النتائج جميعها و كانت كلها حقيقة.
اعود للزعتر الذي لو وضعت عدة وريقات منه في فمك و علكتها لدمعت عينك من قوته و لا يخلو مرجع قديم أو حديث الا و ذكر الزعتر بتفصيل و سأختصر ما قاله الأقدمون مثل ابن سينا و الانطاكي و البيطار وغبرهم.
حيث أفادوا بأن الزعتر مزيل للرياح بقوة و للمغص وغليه بخل العنب و الكمون و الغرغرة به كافي لتسكين ألم الأسنا ن و إلتهاب الحلق و غليه مع التين المجفف يحل الربو و السعال وعسر النفس و مفيد لعسر البول و يساعد على الهظم و مزيل للعفونات مطلقا و مع ثمر العناب مفيد لأمراض الصدر و قد فهمت من مفارنة اللغة القديمة بالمصطلحات الحديثة بأنه معالج للإنتفاخ الرئوي و هو مرض انتشر مؤخرا من التدخين و خاصة الارجيلة. كما ان ماء الزعتر يجلو بياض العين كحلا و لصمم الأذن قطورا و لأوجاع الديسك دهنا و أكلا و مع العسل مهيجا للباه و يفتح السدد أي الطرق الصفراوية و للطحال مجربة الافادة منه.
و يعتبرون دهنه من أفضل الأدهان للرعشة و الفالج و النافض ( و الدهن هو المرهم و هذا ما سأذكره بنهاية الموضوع ان شاء الله ).
أما المعاصرون فيذكر الدكتور امين رويحه ان مادة التيمول الموجودة بالزعتر هي اقوى من أي مطهر بالعالم بأربع مرات.
و قد اجمع الكتاب المعاصرون على علاجه الفعال للأمراض الصدرية و قتله للبكتيريا و الفطور و لفائدته الواضحة لمريض الربو و هو مقشع من الدرجة الممتازة فهو يقوم بتنظيف الرئه من الالتهاب و يعالج السعال بقوة ومثبط للبكتريا في الفم و الحلق و كذلك يقتل الفطريات الجلدية. و هو فعال في معالجة التهاب الكبد و هي نعمة كبيرة بعد انتشار التلوث البيئي و الغذائي الذي يعاني منه الكبد اشد المعاناة.
كما أن الزعتر طارد للديدان و هو منشط للجملة العصبية و منشط للذاكرة و زيته دهن لألم المفاصل و التهابات النهايات العصبية و جيد للطفح الجلدي. كان ذلك اختصار عما ذكر.
أنتقل الأن لتجاربي الشخصية لهذا النبات الرائع حيث تجاربي متشعبة و اني اعتبره الاول في صيديلة المنزل بمركباته فهو للصغير و الكبير معالج و امين.
و كثيرا ما أصفه للناس لوحده حتى ان بعض الاشخاص ممن عجز عن التردد على الاطباء و كثرت عليه اعباء المرض و الدواء عندما وصفت لهم الزعتر كوب على الريق صباحا و اخر مساءا محلى بالعسل لمدة شهر قد شفي نهائيا بفضل الله من تلك الامراض المتعددة و اني اصفه مع البابونج غسولا للاطفال مساءا حيث تجده ينام بهدوء نوما عميقا و قد عالجت به من الحكة و المغص و اصفه غسولا نسائيا مع البابونج لازالة كثير من المشاكل الالتهابية و الفطرية النسائية و ان مرهم الزعتر او النيتول يعتبر من افضل معالجات الالتهابات النسائية موضعيا. و ان استنشاق بخار مغلي الزعتر يفتح سدد الانف من الاحتقان الناتج من الزوائد اللحمية او انحراف الوتيرة فتزول تلك الاثار من صداع و ضيق نفس بسرعة عجيبة كما اصفه دائما لمرضى القلب لوقايتهم من الاصابة بالالتهابات الصدرية المؤذية للقلب و من كان لديه برودة بالرجلين او فطور او مهماز مؤلم فما عليه الا ان يضع المرهم على راحة رجله من الليل حتى الصباح لثلاثة ايام يشفى نهائيا باذن الله
و الحقيقة منذ عملت بهذه المهنة لاتخلو خلطة عندي من الزعتر الا القليل.
بقي ان اذكر طرق العلاج:
ملعقة وسط من الاوراق الجافة على كوب ماء كبير يغلى الماء و تطفأ النار و يضاف الزعتر و يغطى الوعاء بشكل جيد للحفاظ على الزيوت الطيارة و لمدة 7 دقائق فقط ليشرب بعدها و كلما تاخر عن ذلك قلت الفائدة.
اما المرهم فنأتي بالجذور ان كانت رطبة نكسرها و نضعها بزيت الزيتون و ان كانت جافة نرطبها قليلا و ندقها ثم نضعها بالزيت و نعاملها بحرارة الشمس او على نار هادئه عدة مرات و لمدة اسبوعين نصفيها من الزيت و نصنع المرهم كما ذكرت في بقية مواضيعي عن صناعة المرهم مثل النيتول او الجعدة.
والله الشافي

اخوكم هاشم الحسين